
يتابع سوسدي:
"كانت العلاقة بين أعضاء المجموعة قد بدأت تتوطد خصوصا وأننا لم نكن نغادر النادي الذي اكتريناه بحي روش نوار إلا قليلا، ولم تكن لنا التزامات عائلية ملحة.
كانت الجولة رفقة الحياني هي الأولى من نوعها. وقعنا العقدة مع المتعهد وأخذنا الباخرة رفقة الحياني وقرزاز ومحراش والداسوكين وابن ابراهيم والمرحومة لطيفة أمل، وكانت مناسبة ربطنا فيها علاقات مع هؤلاء الفنانين الذين شاركوا معنا في الجولة.
عرفت الحفلات نجاحا منقطع النظير لدرجة ان المتعهد الذي وقعنا معه عقدة ثماني حفلات، ألح علينا بأن نمضي معه في جولة أخرى إلا أننا رفضنا، أولا، من جهة لأن الثمن الذي كان يمنحه لنا ضعيف جدا لا يتجاوز 600 درهم للحفل الواحد، ومن جهة ثانية فقد كان هدفنا، كما أبلغنا بذلك المرحوم الحياني، هو الحصول على جواز للسي محمد باطما، وكذا التعريف بالمجموعة خارج أرض الوطن، حتى ينتشر إشعاعها.
بعد امتناعنا عن متابعة الجولة، سافرنا إلى باريس وهناك التقينا بمدير شركة "كليوباترا"، الذي طلب منا أن نسجل له أغان جديدة، فهيأ لنا شقة للإقامة وأخذنا في تحضير الأعمال الجديدة التي كنا قد كتبناها ولحناها في أرض الوطن، منها أغان للفنان الشادلي: "الله يادنيا الله"، "البارود" وأغنية للأستاذ بولمان "احبابي واهلي".
وللتذكير، فإن هذا الأستاذ هو من كتب لنا أغنيتي "الخيالة" و"الواد"، كما ساهمت أنا في هذا التسجيل، بأغاني "الصحراء" "بغيت بلادي" و"داويني"".
المرحوم الشريف المراني من جهته حكى لي قصة مؤثرة عن الحياني تبين العلاقة بين المجموعة وهذا الفنان، ففي إحدى المرات كان من المفروض أن يقيم الحياني حفلا بمدينة وجدة، وهو ذات الحفل الذي ستشارك فيه لمشاهب، في يوم الحفل سنفاجأ جميعا بإحجام الجوق العازف عن القدوم في آخر لحظة، وهو جوق معروف وممأسس ومحترف وليس من طباعه أن يسقط في مثل هذه الأخطاء بل من غير المقبول أن يخطئ، ومع ذلك قرر هذا الجوق أن يترك هذا الفنان الكبير وحيدا ..
كنت أعرف أن الحياني يواجه العراقيل ووقفت على بعضها، لكني لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى حد حرمان الجمهور من الفرجة لضرب فنان كل ذنبه أنه محبوب وله شعبية…
يقول الشريف: انزعج الحياني كثيرا واعتلاه القلق الممزوج بالغضب وذاع الخبر بين الجمهور فلم أجد من حل سوى أن أقترح عليه أني سأعزف معه وبأن أعضاء من لمشاهب سيؤدون الكورال وكذلك كان، إذ دخلنا على الجمهور بمعية الحياني وكان الجمهور متفهما، وانشرح صديقنا وأطلق العنان لأوتار صوته ودخل معه الجمهور في حميمية منقطعة النظير، إذ أضحى هذا الجمهور هو من يردد الكورال وينقر الإيقاع، وكانت حفلة فريدة ومتميزة


